الفصل الرابع – التجارة الإلكترونية

الفصل الأول

ماهية التجارة الإلكترونية

تعود بداية تطبيقات التجارة الإلكترونية إلى أوائل التسعينات من القرن الماضي، وقد بدأت بالتحويلات الإلكترونية للأموال ، ثم توسعت لتشمل معاملات أخرى مثل بيع وشراء الأسهم ، ومع بداية انتشار الإنترنت في التسعينات من القرن الماضي ؛ بدأ استخدام مصطلح التجارة الإلكترونية ؛ وتم تطوير تطبيقاتها بصورة كبيرة ، بحيث أصبحت معظم المنشآت التجارية العالمية في الوقت الحاضر ترفض أن تتعامل مع عملاء جدد إلا بأسلوب التجارة الإلكترونية .

تعريف التجارة الإلكترونية :

لم يعرف القانون النمطي للتجارة الإلكترونية ( اليونسترال) التجارة الإلكترونية ، ولكنه عرف الوسائل المستخدمة في العقود الإلكترونية .

بينما عرفت منظمة التجارة الدولية ؛ التجارة الإلكترونية بأنها ” إنتاج وتسويق وبيع وتوزيع منتجات من خلال شبكات الاتصالات “.

كما عرفها القانون التونسي للمبادلات والتجارة الإلكترونية لسنة 2000 بأنها “العمليات التجارية التي تتم عبر المبادلات الإلكترونية “. (1)

وفي فرنسا عرفتها مجموعة عمل برئاسة وزير الاقتصاد الفرنسي بأنها ” مجموعة المعاملات الرقمية المرتبطة بأنشطة تجارية بين المشروعات بعضها مع بعض، وبين المشروعات والأفراد ، وبين المشروعات والإدارة “. (2)

ويلاحظ أن التشريعات المختلفة التي عرفت التجارة الإلكترونية قد بينت أن التجارة الإلكترونية هي عملية تبادل السلع والخدمات عبر شبكة اتصالات دولية وباستخدام وسائل تكنولوجية حديثة ؛ ولم يحددوا وسيلة اتصال معينة ، لما قد يظهر في المستقبل من وسائل نتيجة التطور السريع للتكنولوجيا . (3)

والحديث عن التجارة الإلكترونية ؛ يستدعي الحديث عن ما يسمى مراكز تجارية افتراضية ، يتم عرض البضائع والخدمات عليها ، حيث يستطيع المستهلك الدخول إلى هذه المواقع الافتراضية والإطلاع على السلع والخدمات ، وفي حال شرائه سلعة من السلع ؛ يتم الوفاء بثمنها من خلال أن يذكر رقم بطاقة الائتمان الخاصة به . كما يتبنى توقيعا الكترونيا من أجل التحقق من شخصيته وإرادته في إبرام العقد ، بحيث يستطيع عن طريق هذا التوقيع اعتماد العمليات التي يبرمها .

وتتم عمليات تبادل المعلومات الكترونيا في التجارة الإلكترونية ؛ إما بطريقة مباشرة ؛ أو من خلال وسيط يمكن تسميته بشبكة القيمة الإضافية Value Added Network ، حيث تعمل هذه الشبكات كدور مقاصة الكترونية ؛ أو بريد الكتروني ينظم الرسائل الإلكترونية ؛ ويحفظها حتى يتم تسليمها إلى الطرف الآخر .

نشأت وأشكال التجارة الإلكترونية :

لم تظهر التجارة الإلكترونية فجأة ؛ بل كانت وليدة مراحل مختلفة مرت بها ثورة الاتصالات والمعلومات ، وقد ظهرت استجابة لمتطلبات السرعة في العملية التجارية ؛ بهدف ” خلق مجتمع المعاملات اللاورقية ؛ أي إحلال دعائم إلكترونية محل الدعائم الورقية “.

والفكرة الرئيسية لهذه التجارة تدور حول تجميع البائعين والمستهلكين في معارض أو مراكز تجارية افتراضية . وتنقسم هذه المراكز إلى قسمين :

القسم الأول ، يمكن الدخول إليه دون حاجة لإجراءات معينة ، ولكنه يسمح بالاطلاع والتجول فيه من أجل التعرف على السلع والخدمات المعروضة فقط دون الشراء .

والقسم الثاني ، لا يمكن للزائر الدخول إليه إلا بعد اتباع إجراءات معينة تستهدف التحقق من شخصية الزائر وتسجيله ، والتي تتلخص في أن يذكر رقم بطاقته الائتمانية ؛ أو يستخدم حافظة نقوده الإلكترونية ، وذلك بهدف تيسير الوفاء ، وأن يكون له توقيع إلكتروني أو شيفرة خاصة ، وذلك بهدف أن يعتمد التصرفات التي يبرمها .

ويمكن أن تتم التجارة الإلكترونية من خلال ستة أشكال أهمها :

  1. التجارة الإلكترونية بين منشأة تجارية ومنشأة تجارية ، Business to Business ويرمز لها بالرمز ( B2B ) ويقصد به أن تتم المعاملات التجارية بين المنشآت التجارية بعضها مع بعض ؛ باستخدام شبكة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، وهذا الشكل هو أكثر أنواع التجارة الإلكترونية شيوعا في الوقت الحالي سواء داخل الدولة أو بين الدول وبعضها ، ويستخدم بهدف خفض التكاليف وزيادة الكفاءة للعملية التجارية ؛ وتحقيق معدل أعلى للأرباح .
  2. التجارة الإلكترونية بين منشأة تجارية ومستهلك ، Business to Customer ويرمز لها ( B2C ) وهذا الشكل انتشر بشكل كبير ويستخدم من قبل العميل لشراء المنتجات والخدمات عن طريق الويب Web حيث أصبح هناك ما يسمى المراكز التجارية على الإنترنت ( Shopping Malls ) أو المراكز الافتراضية ) Virtual Malls ) ، وهي تقدم كافة أنواع السلع والخدمات ، ويستخدم هذا الشكل من قبل المنشأة التجارية للوصول إلى أسواق جديدة . (1)

(1)(1) نشر في الصفحة 2085 من العدد 64 من الرائد الرسمي للجمهورية التونسية بتاريخ 11 آب 2000 .

(2)(2) د. عبد الفتاح بيومي حجازي ، النظام القانوني لحماية التجارة الإلكترونية ، الكتاب الأول، دار الفكر الجامعي، 2000 ، صفحة 25 . وبالنسبة للتعريفات المتعددة للتجارة الإلكترونية في المنظمات الدولية والتشريعات المقارنة يرجع إلى د. خالد ممدوح إبراهيم ، لوجستيات التجارة الإلكترونية ، دار الفكر الجامعي ، الإسكندرية ، صفحة 127 – 149 .

(3)(3) د. خالد ممدوح إبراهيم ، المرجع السابق ، صفحة 148 .

(1)(1) للأشكال الأخرى يرجع إلى د. خالد ممدوح إبراهيم ، المرجع السابق ، صفحة 160 و161 .